البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : بيوت فمهدوم يرى ومقوض


اللزومية السادسة والثمانون بعد الأربعمائة: وهي من نوادر لزومياته نسب فيها محاسن الأخلاق إلى قوم نوح وهي من الأبيات التي أخذت عليه ونافح عنها في "زجر النابح" يعني قوله: وَإِنَّ رِجَالاً كانَ نَسْرٌ لَدَيْهِمُ=إِلهاً عَلَيهُم قَبْلَنا طَلَعَ النَّسْرُ# وَعاشوا يَرَوْنَ اليُسْرَ إِفْضالَ مُكْثِرٍ=عَلى مُقْتِرٍ ثُمَّ اِنقَضى الناسُ وَاليُسْرُ# لَهُم سُنَّةٌ أَن لا يُضَيَّعَ مُعْدِمٌ####إِذا سَنَةٌ أَزرى بِأَنْجُمِها الأُسْرُ# يعني هؤلاء عبدة نسر، كانت هذه أخلاقهم وسنّتهم. وافتتح اللزومية بإحدى طرائفه، بُيوتٌ فَمَهدومٌ يُرى وَمُقَوَّضٌ=بِكِسْرٍ وَبَيْتٌ مِن قَريضٍ لَهُ كَسْرُ# يعني أنواع البيوت ثلاثة: بيت الحجر والمدر، وبيت الشَعر والوبر وبيت الشِعر والقريض، وكل واحد يتهاوى بطريقة تختلف عن اخويه: بيت الحجر بهدمه، وبيت الوبر بتقويضه وبيت الشِعر بما قرره العروضيون من قواعد السلامة والكسر (وهي اللزومية السادسة في قافية الراء / عدد أبياتها7) (الطويل): الحياة جسر: وقال أيضاً في الراء المضمومة مع السين: ص554_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وننوه هنا إلى أن الأبيات (3، 4، 7) هما القطعتان رقم (34) و(35) من كتاب"زجر النابح" لأبي العلاء ص58 ،59،60،61 وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: القطعة (34): فإنّ رجالا كان نسرٌ لديهم=إلها عليهم قبلنا طلع النَسرُ# وعاشوا يرون اليُسرَ إفضالَ مكثرٍ=على مُقْترٍ ثم انقضى الناسُ واليُسرُ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: إن ادعاء المنكر هذا البيت دليل الإلحاد لمن المنكرات، كما يدعى للثمامة(1) أنها تشبه النخلة، وللذرة (2)أنها من آل الدُرة، وإن هذا البيت لعار مما زعم كما عُري النصل من اللباس والغصن في الشتوة من الأوراق. وإنما الغرض أن العالم يهلك جيلاً بعد جيل ويزول قرنا في إثر قرن، كما جاء في الكتاب العزيز: (وَعَادًا وَثَمُودَاْ وَأَصْحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونًۢا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا) (3). والمراد أن نسرا الذي ذكر الله سبحانه في القرآن عند قوله: (ولا يغوث ويعوق ونسرا)(4). وهو فيما يروي قبل نوح بزمان طويل كان يسجد له قوم، ويطلع عليهم النسر من النجوم، فهلكوا كما هلك غيرهم من الأنام. وقد اختلف في نسر هذا، فقيل إنه واللذين ذكروا معه، وهما يغوث ويعوق، كانوا رجالا يعظمون ويكرَّمون، فلما هلكوا اتخذت أبتاعهم صوراً من الحجارة تشاكلهم وكانوا يسجدون لها، وقد روي أن يعوق ويغوث صنمان، وأن نسرا إنما عني به نسر أي طائر كان يجيء إلى قوم فيجلونه ويهدون إليه عذراء من عذاري الحي فيأكلها، ويزعمون أنه يخبرهم بما يكون، في كذب كبير لا تحسن الإطالة بذكره. ولا ريب أنه كان من الطواغيت (5). (هـ). هذا كلام الشيخ أبي العلاء في هذا البيت. 117-(آ). (1)الثمامة: واحدة الثمام، وهو نبت يسد به خصائص البيوت. (2)الذرة: واحدة الذر وهو النمل. (3) سورة الفرقان 38. (4)سورة نوح:23. (5)الطواغيت: جمع طاغوت وهو كل ما عبد دون الله عزوجل. القطعة (35): حياةُ كجسرٍ بين موتين: أولٍ=وثانٍ وفقد الشخص أن يُعَبر الجسرُ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذا البيت: هذه صفة ما الناس عليه، وإن الحياة كالجسر بين موتين. فالموت الأول هو عدم الإنسان قبل أن يخلقه الله سبحانه، والموت الثاني هو المعروف الطارئ على كل الحيوان. وهذا مأخوذ من قوله تعالى: (وكنتم أمواتا فأحياكم)(1)، أي معدومين فأخرجكم إلى الوجود. ومعلوم أن الحياة كالجسر بين هذين الأمرين هـ. هذا كلام الشيخ. 117-(آ). (1)سورة البقرة 28.


الى صفحة القصيدة »»