البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أقيمي لا اعد الحج فرضا


اللزومية الثانية و الثلاثون (وهي اللزومية الثانية بقافية الألف) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الوافر) عدد الأبيات (16) ليس الحج فرضاً: (1) الألف مع الراء الممالة: (2) وهي لزومية لزم فيها الألف المقصورة والراء فالألف المقصورة في آخر كل بيت هي القافية ولا يصح أن يضاف إليها أي بيت قافيته راء فقط مثل سار ومدار ونهار. ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة الثانية و الثلاثون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص83 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: أيتها المتهيئة للحج العازمة عليه أَلْقِي عن مطيتك رحلها، وخفِّضي عنها ثِقْلها، وأقيمي هادئةً مطمئنة؛ فما أحسب الحج عليك فرضاً، وما أعدُّه منك مطلوباً. أقيمي، ما أرى لك أن ترحلي إلى بلدٍ جمع الله فيه أشرار الناس وأسكنه أوشابهم وأقلهم عن الأعراض ذِياداً وللأحساب حمايةً. فسَقة لا يعرفون العفة، وأنذالٌ لا يستشعرون الغَيرة. أقيمي، إلى من تَحُجِّين، لقد قام بين يدي هذا البيت الحرام سَدَنَته وحُجَّابه فجرةً مستهترين، سكارى ما يفيقون من السكر، ولا يفرغون من المجون، لا يرعون لهذا البيت حقّاً ولا يحتفظون له بذمة، وإنما الطواف به والحج إليه تجارة لهم يربحون منها المال ويفيدون بها القوت؛ فما يبالون إذا ملأت أيديهم صحاحُ الدراهم وزوائفها، أطوَّفوا بهذا البيت أهله أم أعداءه. دَعِي الحج وأمثاله من تلك الأعمال التي يدل ظاهرها على التنسك، ويشهد باطنها بالتهتك. دعيها وافعلي الخير خالصاً من كل رياء، بريئاً من كل نفاق. دعيها وأجيبي دعوة البِرِّ إذا دعاك سرّاً أو جهراً، لا تنتظري على ذلك أجراً ولا تبتغي به ثواباً. أطعمي القانع والمعترَّ، وتعهدي البائس بالمعروف، وخذي نفسك بمكارم الأخلاق ومحاسن الخلال؛ فذلك أنفع لك وأجدى عليك مما لج الناس فيه من باطل وزور. أجلْ، إنهم ليلجُّون في باطل، ويحرصون على زور. ولو قد كان منهم إصغاءٌ إلى نصح، أو إجابةٌ إلى رشدٍ، أو انتفاعٌ بموعظةٍ؛ إذاً لرأيت كيف أُزيل باطلهم عن الحق، وأجلي غيهم عن الرشد، وامَّحى ضلالهم عن الهدى. ولكنها قلوب عمياء، وعقول ضعيفة، لا يقوِّمها رشد، ولا ينفعها إصلاح. ألا لا تثقي بما يدعون إليه، فإنما هي خيل تجري إلى الباطل، وحَلْبةٌ تستبق إلى الضلال، لقد جرت في باطلها حيناً، واستبقت إلى ضلالها آناً، ولا بُدَّ لجرائها من انقطاع ولاستباقها من غاية، ولقوتها من نفادٍ. إنهم لَيُجَارُون قضاء الله، ولكن هذا القضاء لا يُجارى، وإنهم ليبارون قدره، ولكن هذا القدر لا يبارى. ألَا أيها النجم الشارق والكوكب المتلألئ، ألم يأنِ لك أن تهدي إلى سواء السبيل أمماً جائرة قد أخطأت القصد ولم توفق للهدى؛ فهي في تيه من البيداء عريض، لا تعرف له وجهاً ولا تنتهي منه إلى مدى، قد بلغ منها الجهد وشفَّ أينقها الإعياء. لقد حرتُ في أمرها وفي أمر أينقها، فما أدري أيهما أهدى سبيلاً وأقوم طريقاً: النوق أم ركابها، والإبل أم أصحابها. وقد غلبهم المضلون على أمرهم في الدين والدنيا، وصرفوهم عن رشدهم في كل شيء؛ فهم مستذلون لدولة عزَّت عليهم واستبدت بهم، يصفونها بالعِصمة وينعتونها بالطُّهر. وأقسم، ما هي بالمعصومة ولا الطاهرة، وما هم عن ذلك بغافلين. إنهم ليعلمون من هذه الدولة دخيلتها، ومن أولئك القادة خبيئتهم، وإن نفوسهم لتتحدث بذلك وتطيل فيه، ولكن ألسنتهم عن النطق معقودة، وأفواههم عن البوح به مكمومة. وما عقد ألسنتهم ولا كمَّ أفواههم إلا خَوَرُ العزم وضعف النفس وكذب الأخلاق. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وأورد ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة الأبيات (2،3،4،5) ضمن ترجمة المعري قال: ومن أقواله أن أحط الناس في وقته هم الذين يشرفون على الأماكن المقدسة في مكة. فهم لا يتورعون عن أن يرتكبوا أي إثم في سبيل المال، وينصح مستمعيه بأن لا يضيعوا أوقاتهم في الحج وأن يقنعوا بعالم واحد. فَفي بَطحاءِ مَكَّةَ شَرُّ قَومٍ=وَلَيسوا بِالحُماةِ وَلا الغَيارى# وَإِنَّ رِجالَ شَيبَةَ سادِنيها=إِذا راحَت لِكَعبَتِها الجِمارا # قِيامٌ يَدفَعونَ الوَفدَ شَفعاً=إِلى البَيتِ الحَرامِ وَهُم سُكارى# إِذا أَخَذوا الزَوائِفَ أَولَجوهُم=وَلَو كانوا اليَهودَ أَو النَصارى# * والجدير بالذكر أن الأبيات(1،2،10،11) رقم (11،12) من الأبيات التي أوردها أبو العلاء نفسه في كتابه "زجر النابح" المنشور بتحقيق د. أمجد الطرابلسي ص18-19-20. رقم (11): أَقيمي لا أَعَدُّ الحَجَّ فَرضاً=عَلى عُجُزِ النِساءِ وَلا العَذارى# فَفي بَطحاءِ مَكَّةَ شَرُّ قَومٍ =وَلَيسوا بِالحُماةِ وَلا الغَيارى# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: هذا مذهب قد قيل به في صدر الإسلام، وقد رُوي أن بعض الصالحين أراد النهوض إلى الحج، فجاءت امرأته تسأله أن يرحل بها معه، فدفعها دفعة عنيفة وقال: الزمي بيتك، فلا حجّ على مثلك لأنه شاق منصب. فأما في هذا العصر فقد أفتى الجِلّةُ من الفقهاء بأن الحج ساقط عن الرجال المستطيعين للرواحل والزاد، إذا كان السالك في الطريق يلقى من الظمأ واعتراض البادية والسّراق الذين طالما سفكوا الدم ولم يقنعوا بأخذ الجَهاز والسلب، مما يجعل الحجَّ داخلاً في قوله تعالى: (ولا تُلْقُوا بأيْدِيكُم إلى التَّهْلُكة)(3) وإن كثيراً من الناس ليُقتل بالحَرَم إذا ظُنَّ أن معه شيئاً يُغتنم. وقد أخبر الصادق أنه كان في الطواف فوجد رجلاً قد قُتل بالحجر. [وقوله تعالى: (وأَذّنْ في النّاس بالحج يأتوكَ رجالاً وعلى](4) كُلّ ضامرٍ يأتينَ مِنْ كُلِّ فَجّ عَميقِ)(5) لا يعني به النساء وإنما يعني[...](6). رقم (12): لَعَلَّ قِرانَ هَذا النَجمِ يَثني####إِلى طُرُقِ الهُدى أُمَماً حَيارى فَقَد أَودى بِهِم سَغَبٌ وَظِمءٌ####وَأَينُقُهُم بِمَتلَفَةٍ حَسارى(7) قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: المعنى: لعلّ الله يهديهم بطلوع هذا النجم. وهذا على المجاز، كما تقول: (أحسن إليّ يومُ الجمعة) ولم يُحسن إليك وإنما ذلك الإحسان من الله فيه. وهو كقولهم: (ليلٌ نائمٌ) وإنما يُنام فيه. قال الراجز: فنام ليلي وتجلى همّي=وقد تُجَلّى كُرَب المُغْتم# وقال جرير(8): لقد لمتنا يا أمَّ غيلانَ في السُّرى=ونمت وما ليلُ المطيّ بنائم# والغرض أن الله سبحانه يبعث لهذا الدين من يجدده، فقد روى أصحاب الحديث أنه لابدّ في كل مئة سنة أن يقوم للإسلام قائمٌ يشدّ منه ويؤيده هـ. هذا كلام الشيخ. تعليق موقع المعري: وكان المرحوم عبد الوهاب عزام قد تناول نشرة الدكتور طه حسين والأنباري بالنقد فور صدورها في مقالتين نشرتا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( المجلد 30ج3 /1955م-1374هـ، والمجلد31 ج3/1956م-1375هـ ) ويظهر من كلامه أنه لم يطلع على شرح البطليوسي لما اختاره من اللزوميات لأن نقده خلا من الإشارة إلى ما نقله طه حسين حرفيا من كلام البطليوسي في كل ما شرح من اللزوميات ولم ينسبه إليه وقد ارتأينا أن ننشر كلام عزام في هامش كل بيت تناول فيه نشرة طه حسين والأنباري بالنقد (ونشير هنا إلى أننا نشرنا مقدمة نقده كاملة في شرح اللزومية السادسة) والأبيات التي نقدها بهذه اللزومية: البيتان (6،7): مَتى أداكِ خيرٌ فافعليه=وقولي إِن دعاك البِرّ آرَى# يقول الشارح ص195 آرى كلمة فارسية، بمعنى نعم ومرحى وحقاً، وتكون بمعنى لا. ولست أدري أين وجد الشارح أن آرى تكون بمعنى لا. ويقول المعري: فلو قبل الغواةُ عرفتِ كشفي=من الكذب المموه ما توارى# والمعنى بيّن. يقول الشاعر: لو قبل الغواة الحق لعرفت كشفي وإبانتي ما توارى من الكذب المموّه. ولكن الشارح يقول (ص195): وكشفي أي ما أظهر مما لا مواربة فيه ولا مداهنة... أي عرفت حقي من باطلهم ولم يغمّ عليك. فانظر كيف يترك المعنى الجلي الذي يُبين منه اللفظ إلى معنى لا يدل عليه اللفظ. * @ (1)حرف الألف-الألف مع الراء المُمالَة: ص 72-73 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الألف هذا الفصل يحتمل وجهين، أحدهما أن يكون على ما رتَّبتُ، والآخر أن يكون الرويّ ما قبل الألف وتكون الألف وصلا- الألف مع الراء المُمالَة: ص 193تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3)سورة البقرة:195. (4)ما بين القوسين مطموس، وقد أمكن تقديره اعتماداً على الآية الكريمة. (5)سورة الحج:27. (6)ما بقي من النص مطموس، يقدّر بسطرين. (7)السغب: الجوع، والمتلفة: المفازة المهلكة، والأينق الحسارى: التي أصابها الاعياء والتعب. (8)من قصيدة له في ديوانه (ص553) مطلعها: لا خير في مستعجلات الملاوم=ولا في خليل وصله غير دائم#


الى صفحة القصيدة »»