البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
القصيدة : محا البين ما ابقت عيون المها مني

الشاعر: محمود سامي البارودي

أخفاء الحركات (لقراءة أسهل)

القافية : نون - صفحة 1   ( عدد الصفحات : 4 )

1    مَحَا الْبَيْنُ مَا أَبْقَتْ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي فَشِبْتُ وَلَمْ أَقْضِ اللُّبَانَةَ مِنْ سِنِّي
2    عَنَاءٌ وَيَأْسٌ وَاشْتِيَاقٌ وَغُرْبَةٌ أَلا شَدَّ مَا أَلْقَاهُ فِي الدَّهْرِ مِنْ غَبْنِ
3    فَإِنْ أَكُ فَارَقْتُ الدِّيَارَ فَلِي بِهَا فَؤَادٌ أَضَلَّتْهُ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي
4    بَعَثْتُ بِهِ يَوْمَ النَّوَى إِثْرَ لَحْظَةٍ فَأَوْقَعَهُ الْمِقْدَارُ فِي شَرَكِ الْحُسْنِ
5    فَهَلْ مِنْ فَتَىً فِي الدَّهْرِ يَجْمَعُ بَيْنَنَا فَلَيْسَ كِلانَا عَنْ أَخِيهِ بِمُسْتَغْنِ
6    وَلَمَّا وَقَفْنَا لِلْوَدَاعِ وَأَسْبَلَتْ مَدَامِعُنَا فَوْقَ التَّرَائِبِ كَالْمُزْنِ
7    أَهَبْتُ بِصَبْرِي أَنْ يَعُودَ فَعَزَّنِي وَنَادَيْتُ حِلْمِي أَنْ يَثُوبَ فَلَمْ يُغْنِ
8    وَلَمْ تَمْضِ إِلَّا خَطْرَةٌ ثُمَّ أَقْلَعَتْ بِنَا عَنْ شُطُوطِ الْحَيِّ أَجْنِحَةُ السُّفْنِ
9    فَكَمْ مُهْجَةٍ مِنْ زَفْرَةِ الْوَجْدِ فِي لَظَىً وَكَمْ مُقْلَةٍ مِنْ غَزْرَةِ الدَّمْعِ فِي دَجْنِ
10    وَمَا كُنْتُ جَرَّبْتُ النَّوَى قَبْلَ هذِهِ فَلَمَّا دَهَتْنِي كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الْحُزْنِ
11    وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي وَرَدَّنِي إِلَى الْحَزْمِ رَأْيٌ لا يَحُومُ عَلَى أَفْنِ
12    وَلَوْلا بُنَيَّاتٌ وَشِيبٌ عَوَاطِلٌ لَمَا قَرَعَتْ نَفْسِي عَلَى فَائِتٍ سِنِّي
13    فَيَا قَلْبُ صَبْرَاً إِنْ جَزِعْتَ فَرُبَّمَا جَرَتْ سُنُحاً طَيْرُ الْحَوَادِثِ بِالْيُمْنِ
14    فَقَدْ تُورِقُ الأَغْصَانُ بَعْدَ ذُبُولِهَا وَيَبْدُو ضِيَاءُ الْبَدْرِ فِي ظُلْمَةِ الْوَهْنِ
15    وَأَيُّ حُسَامٍ لَمْ تُصِبْهُ كَهَامَةٌ وَلَهْذَمُ رُمْحٍ لا يُفَلُّ مِنَ الطَّعْنِ