البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : سنح الغراب لنا فبت اعيفه


القصيدة الثانية و الخمسون حسب شروح سقط الزند: ص1103/ عدد الأبيات(6) وقال أيضاً: (1) (1)في البطليوسي: (قافية الفاء وقال أيضاً)، وفي الخوارزمي: (وقال أيضاً في الكامل الأول والقافية من المتدارك). وهي ثاني ما ورد في هذا القسم من غزليات أبي العلاء التي وصفناها في مقدمة القصيدة (51) وقد صرح في هذه الغزلية باسم من عناها في البيت الثالث فقال: ولقد ذكرتك يا أمامة بعد ما = نزل الدليل إلى التراب يسوفهُ# والبيت مع البيت الذي يليه ذكرهما أسامة ابن منقذ في كتابه "لباب الآداب" في باب بليغ التشبيه قال: ووصف أبو العلاء بن سليمان المعري التنوخي اللغام فقال : ولقد ذكرتك يا أمامة بعد ما = نزل الدليل إلى التراب يسوفهُ# والعيس تعلن بالحنين إليكم = ولغامها كالبرس طار نديفهُ# ولم نقف فيما رجعنا إليه من المصادر على ذكر لأبيات القصيدة غير ما ذكره أسامة وإنما يعرف ما في البيتين من بليغ التشبيه من رأى النياق واللغام يتطاير من أشداقها حنينا، ومن عرف متى ينزل دليل القافلة إلى التراب ليسوفه (أي ليشمه) وبعد البيتين البيت: فَنَسـِيتُ مـا جَشَّمْتِنيه وطالَمـا =كلّفْتِنــي مــا ضـَرّني تَكْليفُـه وهَــواكِ عِنْـدي كالغِنـاءِ لأنّـه =حَســَنٌ لَــدَيّ ثَقِيلُــهُ وخَفيفُـه# قال الخوارزمي: وقوله ( ثقيله وخفيفه ) إيهام مليح، لأن لهما بالنظر إلى الهوى معنى، وبالنظر إلى الغناء معنى آخر. وقد أحسن الشراح في شرح البيت الثالث من القصيدة لأن الدليل إنما يستاف التراب إذا خشي الضياع في الليلة المظلمة قال التبريزي: (أي ذكرتك في الموضع الصعب، الذي يُذهل المُحب عن حبيبه). وقال البطليوسي: (وإنما وصف ذكره إياها في هذه الحال، لأن العرب كانت تصف أنفسها بذكرها لأحبابها في مواطن الشدة، لأن في ذلك مدحاً لأنفسهم بالجرأة وأن ما هم فيه لا يهولهم، ووفاء لأحبابهم، وأنهم يذكرونهم على كل حال، لتكن محبتهم من نفوسهم، ولذلك قال أبو عطاء السِّندي: ذكرتك والخَطيّ يَخطِر بيننا=وقد نهلَتْ منا المُثَقفةُ السُّمر# وقال هُدبة بن خرشم: ولما دخلت السجن يا أُم مالك=ذكرتك والأطرافُ في حلق سُمْر# وقد أفرط الشعراء في هذا المعنى إفراطا شديدا، كقول القائل: سَيبقى لها في مُضمر القلب والحَشى=سريرةُ حُبّ يوم تُبْلَى السّرائر# ...) والفائدة المختارة من الشروح الثلاثة شرحهم لفعل يستاف وأن كلمة المسافة أصلها موضع سَوف الأدلاء، لأنهم بروائح أبوال الإبل وأبعارها يتعرفون حالهم، من جور وقصد. قال ابن السكيت في "إصلاح المنطق" (وقولهم مسافة ما بيننا وبين مدينة كذا وكذا أصله من السوف، وهو الشم وكان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب فشمه، فعلم أنه على الطريق والهداية قال رؤبة إذا الدليل استاف أخلاق الطرق أي شمها ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد المسافة ) وفي لسان العرب مادة (سوف): والمسافة: بُعْدُ المَفازةِ والطريق، وأَصله من الشَّمِّ، وهو أَن الدليل كان إذا ضَلَّ في فلاة أَخذ التراب فشمه فعلم أَنه على هِدْية؛ قال رؤبة: إذا الدليلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافةً، وقيل: سمي مسافة لأَن الدليل يستدل على الطريق في الفلاة البعيدة الطرفين بِسَوْفِه تُرابَها ليعلم أَعَلى قَصْدٍ هو أَم على جَوْرٍ؛ وقال امرؤ القيس: على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بِمَنارِه= إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا# وقوله لا يُهْتَدى بِمَناره يقول: ليس به مَنار فَيُهْتَدى به، وإذا سافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده وقلة مائه).


الى صفحة القصيدة »»