البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : هو البر في بحر وإن سكن البرا


اللزومية الثالثة والسبعون بعد الخمسمائة وهي إحدى روائع أبي العلاء الخالدة، وقد أخذت عليه فيها أبيات ورد عنها في "زجر النابح" ردا يختلف عن ردوده السابقة والتي هي أقرب إلى اللامبالاة من الرودود. انظر كلامه في آخر هذه المقدمة وفيها يشير إلى أخطاء الطاعن عليه، وأنه رأى في المنام ما يتعلق بها في رؤيا من نوادر أبي العلاء. وفيها قوله: (وقال الجعفي) يريد المتنبي ! وهو ما فعله في "الصاهل والشاحج" لما استشهد بالبيت: لِجِنِّيَّةٍ أَم غادَةٍ رُفِعَ السَجفُ = ..# ولما استشهد بقوله: لَئِن تَكُ طَيِّئٌ كانَت لِئاماً =...# ولما أشار إلى قوله: عِش ابْقَ اسْمُ سُدْ=..# وفي هذه اللزومية قوله السائر: يَقولُ الغُواةُ الخِضرُ حَيٌّ عَلَيهِمُ =عَفاءٌ نَعَمْ لَيلٌ مِنَ الفِتَنِ اِخضَرّا# جَنى قائِلٌ بِالمَينِ يَطلُبُ ثَروَةً = وَيُعذَرُ فيهِ مَن تَكَذَّبَ مُضطَرّا# وقوله وهو من بدائعه: خُذَا الآنَ فيما نَحْنُ فيهِ وَخَلِّيَا####غَداً فَهُوَ لَم يَقدُم وَأَمْسِ فَقَدْ مَرَّا وهي اللزومية الثالثة و التسعون في قافية الراء / عدد أبياتها21) (الطويل): آدم وذريته: الراء المفتوحة المشددة: ص657_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر . وننوه هنا إلى أن البيت(7،8) هو القطعة رقم (60) من كتاب "زجر النابح" ص100 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: سعى آدم جدُّ البريةِ في أذىً=لذُريَّة في ظهره تشبه الذرَّا# تلا الناسُ في النكراءِ نهجَ أبيهمُ=وغُرَّ بنوه في الحياة كما غُرَّا# قال أبو العلاء على من اعترض عليه في هذين البيتين: هذا مأخوذ من الكتاب الكريم لأنه قد نطق بعصيان آدم عليه السلام وهبوطه إلى الأرض بما فعل من الجريرة. وفي الكتاب الكريم (فدلاهما بغرور). وفي الحديث الذي ينقله أصحاب السير ويسنتدونه إلى الكتب القديمة أن الله سبحانه وجل عن كل شبه ومقال ضرب بيده على منكب آدم الأيمن من تحته إلى آخر ظهره فأخرج منه ذُرية مثل الذَر وقال: إلى الجنة ولا أبالي فأولئك فيما يذكر أصحاب اليمين ثم فعل بالجانب الأيسر كذلك وقال: إلى النار ولا أبالي فأولئك فيما قيل أصحاب الشمال. ومثل هذا يذكر في تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ)(1) أما قول الناس إن آدم عليه السلام أشقى بنيه بخروجه إلى هذه الديار فهو مشهور متكرر. وقد روى أصحاب الحديث أن آدم صلى الله عليه لما هبط إلى الأرض وقع على شوك فتألم وتذكر ما كان فيه من النعيم وقال الطائي(2): لا تنسين تلك العهودَ فإنما=سميتَ إنسانا لأنك ناسي# وإنما أصل ذلك أن أصحاب التاريخ والنقل يزعمون أن اشتقاق الإنسان من النسيان. ومبتدأ ذلك أن آدم نسي ما عُهد إليه فسمي إنسانا (3) هذا يوافق مذهب الكوفيين في إنسان لأنهم يجعلونه على (إفعان) ويعتقدون أن أصله النسيان(4). فأما الكلام القديم فموجود فيه: فلان أفضل ولد الإنسان ونحو ذلك. قال العنبري: أقلُّ بنو الإنسان حتى عمدتهُم=إلى من يثير الجنّ وهي هُجود؟ يعني بالإنسان آدم عليه السلام. قال الجعفي(5) حاكياعن فرسه بخطاب: يقول بشِعب بوان حصاني=أعن هذا يُسار إلى الطّعان؟# أبوكم آدم سَنّ المعاصي=وعلّمكم مُفارقَةَ الجِنان# ومن جهل هذا المعترض أنه وصل بهذين البيتين بيتا لا يدخل معهما وظن أنه يجوز أن يوصل إليهما. فأنبأ ذلك عن غريزة ناقصة ولب ليس بثابت وتعرض لما لا يحسن. ولقد ذكر أحمد بن عبد الله بن سليمان(6) أنه أري فيما يرى النائم ليلة الجمعة وهي الثالثة من جمع رجب أنه بحضرة بعض الأمراء والأمير يذكر أبياتاً من الشعر ويتكلم على معانيها وأن رائي المنام عجب من ذلك كل العجب وكان مما سمعه ينشد: الشعر باب وبعيد سلمه=والشعر لا يسطيعه من يظلمه# إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه=زلت به إلى الحضيض قدمه# يريد أن يعربه فيعجمه#(7) وإنما هذه الأبيات مثل للمتلكم لأنه وصل بالبيتين المتقدمين بيتا هو: (أرى عالما يشكو إلى الله جهله....البيت).(8) وسنذكره في موضعه (. هـ.) هذا كلام الشيخ أبي العلاء. (1)سورة الأعراف (172). (2)أبو تمام الطائي والبيت من قصيدته المشهورة في مدح أحمد بن المعتصم(ديوان 2/242-252) ومطلعها: مافي وقوفك ساعة من باسٍ=تقضي ذمامَ الأربُعِ الأدراس# (3) إشارة إلى ماء في القرآن الكريم (سورة طه-115،ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما). (4) أصل (إنسان في رأي الكثرة من الكوفيين (إنسيان) على (إفعلان) من النسيان. إلا أنه لما كثر في الكلام حذفوا فيه الياء التي هي اللام فأصبح على وزن (إفعان) والدليل على ذلك في رأيهم أنهم قالوا في التصغير (أنيسيان) فردوا الياء إذ أن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها. (انظر الانصاف341). (5)هو أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الجعفي والبيتان من قصيدته في مدح عضد الدولة (الديوان 2-148-149) ومطلعها: مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني= بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ# (6) هو المعري نفسه. (7)ينسب هذا الرجز إلى الحطيئة (العمدة 1/96). (8) هذا البيت موضوع النص (61) التالي.(باللزومية 574).


الى صفحة القصيدة »»