البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : كيف احتيالك والقضاء مدبر


اللزومية الحادية و الثلاثون بعد الخمسمائة وهي من أقسى لزوميات أبي العلاء على معاصريه من المسلمين، وأخطر ما فيها قوله: كُلُّ الَّذينَ تَحكَونَ عَن مَولاكُمُ =كَذِبٌ أَتاكُم عَن يَهودَ يُحَبَّرُ# كَذِبٌ يُقالُ عَلى المَنابِرِ دائِماً = أَفَلا يَميدُ لِما يُقالُ المِنبَرُ# وقد أثارت عليه المطاعن والألسن ورد على ذلك مطولا في "زجر النابح" كما سيأتي في آخر هذه المقدمة، وأهم ردوده قوله في التعليق على مآخذ البيت (11) وهو البيت السابع في "زجر النابح": عُكِسَ الأَنامُ بِحِكمَةٍ مِن رَبِّهِ=فَتَحَكَّمَ الهَجَرِيُّ فيهِ وَسَنبَرُ# (وأما ادعاء المتقوّل أن الهَجَريّ يراد به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شيء لم يقله أحد من أهل العلم ولا الجهلة إنما المراد به القرمطي لأنه وأهل بيته مستولون على تلك البلاد، وهي أوطانهم والأحساء قريب منها. ويقال إن جدهم أوصاهم بلزوم تلك الأرض لنأيها عن السلاطين. وسَنْبَر رجل كان يصحبهم قديماً والسنابرة من ولده بقيّة مع أولئك) وسنبر المذكور، هو سنبر بن الحسن بن سنبر أكبر رجالات الجنابي هو وبنوه (الحسين وعلي وحمدان) وقد طول المقريزي في سرد أخبارهم مع الجنابي في "اتعاظ الحنفا" وفيه أن سنبرأ هو الذي رد الحجر الأسود إلى الكعبة قال: (ثم قدم به سنبر بن الحسن بن سنبر إلى مكة وأمير مكة معه فلما صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط كان به مصونا، وعلى الحجر ضباب فضة قد عملت عليه، تأخذه طولا وعرضا، تضبط شقوقاً حدثت فيه بعد انقلاعه؛ وكان قد أحضر له صانع معه جص يشد به الحجر، وحضر جماعة من حجبة البيت، فوضع سنبر بن الحسن بن سنبر الحجر بيده في موضعه ومعه الحجبة وشده الصانع الجص بعد وضعه وقال لما رده: (أخذناه بقدرة الله، ورددناه بمشيئته). ونظر الناس إليه وقبلوه والتمسوه، وطاف سنبر بالبيت. وكان قلع الحجر من ركن البيت يوم الإثنين لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وكان رده يوم الثلاثاء لعشر خلون من ذي الحجة يوم النحر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. فكانت مدة كينونته عند الجنابي وأصحابه اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام). ثم سرد أخبار القرلمطة وتخلل ذلك وصف هزيمتهم الكبرى في أواخر رجب من سنة 363هـ بعد مولد أبي العلاء بأربعة أشهر وأيام، وانفرد المقريزي في هذه الفصول بذكر معالم وأعلام من تاريخ القرامطة جديرة بأن يعاد النظر فيها. وفيها أن حسان بن الجراح الطائي كان من قادة القرامطة وقت حربهم مع المعز الفاطمي بقيادة الحسن بن أحمد القرمطي ويرد اسمه خطأ (حسان بن الجارح) وهو من أعلام اللزوميات الكبار، وكان ذلك في شعبان من سنة 363هـ ثم روى خبر أخذهم للكوفة سنة 375هـ بسبب القبض على نائب لهم في بغداد يعرف بأبي بكر ابن ساهويه وكان يتحكم تحكم الوزراء (وكان أبو العلاء في الثالثة عشرة من عمره) (وهي اللزومية الحادية والخمسون في قافية الراء / عدد أبياتها17) (الكامل): مزاعم الفلاسفة: الراء المضمومة مع الباء: ص602_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر ماعدا البيت (12) الذي اختاره "ول ديورانت " في ترجمته لأبي العلاء في "قصة الحضارة". وننوه هنا إلى أن الأبيات (5،6،7،8،9،10،11،12) هي القطع من رقم (48) إلى (52) من كتاب"زجر النابح" لأبي العلاء ص78، وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال بعد أن أورد الأبيات المذكورة: (1) القطعة (48): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الثالث: هذا بيت حث على تكذيب الفلاسفة لأنه بعد قوله: (والعجز تصديق بمين يخبر، تفسيرالمين ماهو، وذلك زعم الفلاسفة بأن لا يجبر كسرها ولا يبعث منها (هـ)-هذا كلام الشيخ.(28-ب). القطعة(49): وقال تعليقا على البيت الرابع: قالو: يعني الفلاسفة إن آدم مثل أوبر، وبناته ضرب من الكمأة ولا يدرى ما هو. (هـ) هذا كلام الشيخ (28-ب). القطعة (50): وقال تعليقا على البيت الخامس: حكاية عن مقالة الفلاسفة لأصحاب الشروع، وذلك بيَّن واضح. وفي صدر الأبيات ماهو مناف لهذه المقالة، وهو يأتي في موضعه(هـ) هذا كلامه في هذا البيت. (128-ب). القطعة (51): وقال تعليقاً على البيت السابع: في صدر البيت إقرار أن جميع ما يجري في الأمم بحكم من الله تعالت كلمته، وذلك مستنبط من الكتاب العزيز من قوله: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ). وقوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ). وأما ادعاء المتقوّل أن الهَجَريّ يراد به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شيء لم يقله أحد من أهل العلم ولا الجهلة إنما المراد به القرمطي لأنه وأهل بيته مستولون على تلك البلاد(2)، وهي أوطانهم والأحساء قريب منها. ويقال إن جدهم أوصاهم بلزوم تلك الأرض لنأيها عن السلاطين. وسَنْبَر رجل كان يصحبهم قديماً والسنابرة من ولده بقيّة مع أولئك (هـ), هذا كلام الشيخ (128-ب). القطعة (52): وقال تعليقا على البيت الثامن: قد مضى تفسير هذا البيت(3). والمنابر هاهنا ليست على العموم وإنما هي المنابر التي يُذكر عليها أهل الجَورْ. (هـ) (28_ب). (1)من قصيدة في لزوم ما لا يلزم (1-322) مطلعها: كَيْفَ اِحْتَيالُكَ وَالقَضَاءُ مُدَبَّرٌ####تَجْنِي الأَذَى وَتَقُولُ إِنَّكَ مُجْبَرُ وبنات أوبر: كمأة كأمثال الحصى صغار رديئة الطعم واحدها ابن أوبر. يقال إن بني فلان مثل بنات أوبر يظن أن فيهم خيرا (اللسان)، ويقال لقيت منه بنات أوبر، اي الداهية (القاموس). ويُتبِّر: يدمر ويهلك. والهجري هو القرمطي سليمان بن الحسن الجنابي الذي سبق ذكره (انظر النصوص7،20) وهجريّ نسبة إلى هجر هي بلدة على الخليج العربي. وسنبر: كما يقول المعري كان أحد أتباع هذا القرمطي. (2) أي بلاد هَجرَ. (3) سبق للمعري أن فسر هذا المعنى في النص (46). في اللزومية (528) مطلعها: (أَنا بِاللَّيَالي وَالحَوادِثِ أُخْبَرُ): وهما البيتان (4،5) من القطعة رقم (46) من كتاب"زجر النابح": ما أجهل الأمم الذين عرفتهم=ولعل سالفهم أضلّ وأتبرُ# يدعون في جمعاتهم بسفاهة=لأميرهم فيكاد يبكي المنبر# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذين البيتين: المعنى أن في الدنيا أمما لهم أمراء ظلمة يدعى لهم على المنابر. فلو كان المنبر يقدر على البكاء لبكى وندب. وهذه [ المعاني تقع ] (2) كثيرا قال النابغة (3): بكى حارث الجولان من هلك ربه=وحوران منه خاشع متضائل# وقال يزيد بن مفرغ (4): الأرض تبكي شجوها=والبرق يندب في الغمامة# وهذه صنوف من المبالغة أي لو كانت الأرض مما يبكي لبكت. وعلى هذا حمل المفسرون قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) (5). وجاء في الحديث أن المؤمن إذا قبض بكى عليه مصلاه ومجلسه ومضجعه. وقد شهر أن المنابر على عهد بني أمية كان يذكر عليها ما لا يحب أن يعاد ذكره لأنه خروج (عن الدين (6)) هـ. هذا كلام الشيخ (7). (27_آ). (1)أتبر: اسم تفضيل من التبار وهو الهلاك والدمار. ومنه قوله عزوجل: (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا ) وقوله: (( وَكُلّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ). (2) العبارة مطموسة في الأصل. (3) هو النابغة الذبياني أحد فحول شعراء الجاهلية المعروفين. والبيت من قصيدة له في ديوانه (58-63) قالها في رثاء النعمان بن الحارث الغساني ومطلعها: دعاك الهوى واستجهتلك المنازل=وكيف تصابي المرء والشيب شامل# (4) هو يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري من شعراء القرن الأول عرف بالغزل والهجاء توفي سنة69 هـ (الأعلام 9: 235) والبيت من قصيدة له أوردها المرصفي في رغبة الآمل(4:63) مطلعها: أصرمت حبلك من أمامه=من بعد أيام برامه# (5) سورة الدخان 29. (6)ما بين القوسين مطموس في الأصل. (7) وقد أضيف بعد هذا الكلام بخط مختلف مايلي: (وقد كان الأمير من بني أمية يسكر ويفسق ويخرج يصلي بالناس ويخطبهم حتى إن بعضهم أخرج امرأته فصلت في الناس وهي جنب سكرانة). ثم أضيف بخط مختلف وفي ناحية أخرى من الهامش ما يلي: (ليت شعري هل ينبغي للمنابر أن تكف الدموع الزواخر، وقد لعن على رؤوسها مولى المؤمنين بنص رب العالمين ألف شهر، وأبيد أولاده بالقتل والأسى والقهر، وقد كان في مصر خطيب يلعن أمير المؤمنين كل جمعة، فنسى ذلك يوما من الأيام وخرج في بعض حوائجه إلى خارج البلد فذكر أنه لم يأت بالموظف فتحسر لذلك وتأسف وقضاه عند ذلك وبنى هناك مسجدا أسماه الذكر، ولعمري إن من يعترض على هذا البيت لخليق بالذم والتوبيخ لأنه وضع الشيء في غير موضعه وتكلم على من لا يجوز عليه الكلام.


الى صفحة القصيدة »»